حقيقة الأجسام المضيئة في السماء

تتأمل في السماء ليلًا، وتعتقد أنّك تتأمل في القمر والنجوم فقط، وفي الحقيقة أنت مخطئ بنسبة ما؛ فليس ما نراه نجومًا فقط، بل هناك أيضًا كواكب مجموعتنا الشمسية الشقيقة التي تظهر بعض كواكبها في السماء.

لعلك تتساءل الآن عن كيفية تفريقك بين الكوكب والنجم من خلال رؤيتك لِجسم مضيء في السماء، ولكن لا تتعجل فلن أجيبك بسرعة الضوء .. فإذا كنت تريد معرفة الطريقة؛ فعليك أن تُصفّي ذهنك تمامًا؛ لأني سآخذك في رحلة خارج الأرض لثوان عدة، وسَأُعيدك للأرض سالمًا؛ فلا تقلق.

أقرب النجوم للأرض بعد الشمس هو القنطور الأقرب "Proxima Centauri"؛ حيث يبعد عن الأرض ٤.٢ سنة ضوئية، وتلك المسافة ليست بسيطة؛ فهي تعادل مسافة ما يُسافره الضوء في ٤.٢ سنة -إذ تمكّن سرعة الضوء إياه بأن يقطع ٣٠٠ ألف كم في الثانية- فلك أن تتخيل مقدار بُعد أقرب النجوم إلينا؛ ولذلك فإنّ النجوم تبدو صغيرة جدا في السماء، ولعلك تعرف من قبل أنّ الضوء ينكسر عند مروره بأوساط متعددة؛ لذلك نرى ضوء النجوم غير ثابت بل متلألئ، حيث يتغير مقدار هذا الضوء بالزيادة و النقصان نتيجة الإنكسار الذي تعرض له؛ فَيتوهج وميض النجوم حينًا، ويخفُت حينًا آخر بشكل متكرر معطيًا هذا التلألؤ الخلّاب لضوء النجوم.

على خلاف عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] التي نراها؛ فضوْؤُها ثابت، ويظهر أكبر حجمًا من ضوء النجوم في السماء؛ وذلك لقربها منّا، ويرجع ثبات ضوْؤُها وعدم تلألُؤه إلى أنّ كمية الضوء المنكسرة للكواكب أثناء مرورها بطبقات الغلاف الجوي صغيرة جدًا، وقد لا ينكسر الضوء نهائيًا، ويمر بشكل مباشر؛ وبِالتالي لا تتلألأ الكواكب كَالنجوم. وأيضًا عليك أن تعرف أنّ الكواكب لا تضيء بذاتها؛ فهي فقط تعكس ضوء الشمس الساقط عليها؛ لذلك إذا نظرت إلى جسم مضيء في السماء تأمّل ضوءه جيدًا، فقد يكون كوكبًا وأنت لا تدري.

هناك فارق آخر لن يستطيع تمييزه إلا المُدققون في السماء بشكل دوري، وهو أنّ مواقع النجوم بالنسبة لبعضها البعض لا يتغير، وإن تحركت شرقًا وغربًا في سماء الأرض؛ نتيجة لحركة دوران الأرض، بعكس الكواكب التي يتغير موقعها بشكل مستمر؛ لأنّها هي الأخرى تدور حول الشمس كالأرض.