دقيقتــا حـب

تألمت حين خرجت من أوزار الحرب مثقل الهموم .. كسيحاً لا أجد ساقي !!

ساقي بترت إثر قذيفة مدفع هوت بالقرب مني وانتقل أجيجها نحو رجلي فسلبتني الأرض تلك الساق اليمنى.

كان الانسحاب من الحرب هو الحل الوحيد.. ونتيجة لذلك لم أجد سوى العمل خلف ذلك المكتب مطأطأ الرأس، أعود لأيامي وحاضري بجسد آخر وقلب آخر ، لم أكن أنا هو أنا في الماضي .. !

بدأت العد .. وظيفتي هي العد .. 1 .. 7 .. 17 .. 73 مركبة مرت حتى الآن.. انتهى.

العد فوق ذلك الجسر ومراقبة المارين منه والمركبات تعدو أمام عيني أنا الكسيح الكسير وأنا أترقب .. 1 .. 7 .. 17 .. !

لم أجد بداً أن أتهجم على العد.. أتعمد الإكثار تارة .. والنقص تارة أخرى.. أزيد على العدد .. 4 .. 5 فلا أحد سيهتم .. سوى في تقريري الأخير .. وهم يبتسمون حين يزيد العدد .. ويمتعضون دوماً حين يقل.

1 .. 7 .. 17 ... 73 .. أرسلها كلعنات .. مثل اللعنات في تقريري في آخر اليوم.

هناك على الجسر حين يمر من مر .. ويستعد للمرور كل شخص .. أبدأ أن في التدوين .. والمراقبة.

تلك وظيفتي .. فلم يجدوا لي أفضل منها .. نعم لم يجدوا وظيفة لي بعد الحرب.

الحرب .. هم سببها.

في دقيقتين .. يتوقف العد .. يتوقف كل الزمن .. تتلاشى المركبات .. والمارة .. ويقف الصوت حداداً يعلن صمته لدقيقتين ويركع لمخيلتي في تلك الدقائق الاثنتين.

في تلك الدقيقتين .. في تلك المائة وعشرين ثانية .. أنسى العد .. بل أتناسى العد بالتأكيد .. حينما تمر حبيبتي من فوق الجسر ..

تعبر المطاف الآخر .. أرقب حركتها .. بشعرها المنسدل على كتفيها .. وعينيها البراقتين .. تتلفت في سكون ويكاد السكون أن يخشع احتراماً لحبيبتي.

أنسى العد .. 1 .. 7 .. قف .. قف !

وأظل كذلك لدقيقتين فقط .. دقيقتين من الحب .. حين تمر .. أنسى بها كل العالم .. وأنسى بها الحرب !

ولا أنسى الليل حين تمر إياباً من الجسر .. بشعرها الملتف حول عنقها .. وعيناها تتوجس ريبة من أثر التعب .. وهي تعود من حيث أتت .. وفي تلك اللحظة .. أتوقف أيضاً عن كل شيء سوى أن أسدد نظري نحوها ويميل قلبي نحو الجسر. لدقيقتين أيضاً لا أكثر.

سيعلمون حتماً .. أنني توقفت عن العد .. مرتين يومياً .. سيعلمون أنني في حب من طرف واحد..

فهي ليست تعلم أبداً عن حبي .. لكني في سرور .. فلا أريدها حتماً أن تعلم..

ما أريد منها هو أن تبقى في هدوء .. وبعيداً عن الحرب .. وكذلك أن تبقى وديعة مطمئنة.

وسأبقى أنا أكتب تقريري مع ملاحظة :

توقفت لمدة دقيقتين ..مرتين يومياً.

تسلمين ع القصة
يعطيج الف الف عافية ..]

وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااو


لا لا انا ما اقدر جذيييه بدعت كاتب بددددددعت <<انت ليلحينك كاتب مو ذكرى وطن لووول

ماشاالله عليك بس

قلت ارد لأن مافي احد راد

دَقيقَتينْ ..
احتَواهَا الفُؤاد بـِ رَهافتِه..
لَقدْ أحَيتُهُ مِنْ جدَيد..!

ذِكَـرى..
عَندمَا تَضعُ الحَربُ أوزَارهَا ..
تتَجلَى القُلوبُ نَاحيةِ السَماءْ..
تَبحثُ عَنْ حَبيباً أدلَفناهُ بِهَا ..
هَنيئاَ لَكَ بـِ الدَقيقتيـنْ..


قــُرة.!

قـرة ..

سارون..


____ أشكر زيارتكم وتواجدكم وردودكم ..


شرفتو الصفحــة والقصــة زخرت بــنداكم

واميره بعد كاتب : )

واميره بعد يا سارون : )